قصة للتوقف لحظات للعبره والموعظه

حينما سكنت الدارالبيضاء كان كل شيء فيها جميل في نظري,,,
شيء واحد فقط يشعرني بالخوف؟؟
أو بالتوقف لحظات للعبره والموعظه
هو المرور من أمام المقابر على الطرقات....
كنا نمر من أمام مقبرة الرحمة في بعض تنقلاتنا بالسياره...
وكانت المره الأولى في حياتي التي أرى فيها مقبره عن قرب.....
وكنت قد قرأت سابقاً هذه القصه
و قد علقت في ذهني أنه كان رجل يزور المقابر
كل ليلة وهو عائد الى بيته فيشهد الصلاة على الجنائز
فإذا امسى وقف على باب المقابر فقال :
أنس الله وحشتكم ,
و رحم غربتكم ,
و تجاوز عن مسيئكم ,
قبل حسناتكم
ولا يزيد على هؤلاء االكلمات ,
وفي ذات ليلة تأخر على اهله
فانصرف الى بيته و لم يمر على المقابر يدعوا لهم ,
و بينما هو نائم إذا بخلق كثير قد جاءوه فقال لهم :
من أنتم وما حاجتكم ؟
فقالوا : نحن أهل المقابر ,
فقال لهم : وما حاجتكم ؟
قالوا إنك قد عودتنا منك هدية عند انصرافك الى اهلك
فقال وما هي ؟
قالوا : الدعوات التي كنت تدعوا لنا بها
قال : فإني أعود لذالك ثم لم يتركها بعد ذلك ....
فقلت في نفسي إذامررنا من أمام المقبره سأدعوالهم
لم أكن أعرف أحداً فيها بعينه لكن هؤلاء قوم بحاجه الى من يدعوا لهم
ويستغفر لهم وكان يتبادر الى ذهني تساؤلات كثيره عن أسمائهم وأعمارهم ؟ ؟
لاشك أن فيهم شيخ كبير وطفل صغير وفتاة في مقتبل العمر
وووووو كافة الفئات العمريه والطبقيه والتعليميه...
و كان و لايزال ينتابني شعور أنني من سكانها و العلم عند الله
فأقول عسى أن يمر من أمامها من يدعوا لنا بالمغفره
والثبات فظلمة القبور موحشه وكلنا مودع لامحال ....
ومرت الأعوام وأصبح في مقبرة الرحمة آلاف الموتى !!!
مات عمي رحمه الله ... قبل ثلاث سنوات
فبعد أن كان في بيننا يأكل و يضحك و ينام
إنتقل الى مقبرة الرحمة حيث المصير الذي إليه مآلنا جميعاً...
لم أكن لأصدق حينها فالناس يعزون
وأنا أنظر الى الباب و أقول الآن عمي سيحضر
لعله خطأ طبي أو ماشابه!!
فلم يكن سوى الموت الذي غيبه عنا وترك لنا فيه رسالة لمن إعتبر....
و ليتنا بعدها إعتبرنا سرعانما يكون الميت ذكرى وتنجلي
فكان من الأحرى منا أن نعتبر بالموت لاالميت
و لستُ بصادق إن قلت أنني نسيته
فكأن صوته لازال يهمس في أذني
يوقظ من في البيت للصلاة
و ينادي فلان وفلانه رحمه الله ..
والله بعد وفاته أحسستُ أن في البيت ظلمه
وقد طلبت منهم إظافة إضاءه في البيت و قد فعلوا !!!!
رحمه الله كان قادما من المسجد بعد القيام
وطلب من أهله إيقاظه لصلاة الفجر
وقد إستيقظ بجلطة مفاجئه حُمل بعدها للمستشفى
فإستيقظتُ الظهر من النوم لأسمع خبر وفاته
الذي جعلني أتقبل العزاء و أنتظر عودته و ما راءِ كمن سمع ...
ثلاث سنوات يا عمي في مقبرة الرحمة ماذا حل بك ؟ ؟
و ماذا و جدت و ماذا رأيت ؟ ؟
هل شعرت ببرودة الرياح.. وظلام الليل .. و سكون الكون ...
هل ذكرك أحد من أبناءك فدعا لك وهل وصلك دعائي ودعاء بناتك لك ؟ ؟ ؟
رحمك الله و غفر لك و جعل قبرك روضه من رياض الجنه,
والله من لايعتبر بالموت لن يعتبر بغيره إلا ما ندر,,,
وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام (( كفى بالموت واعظاً ))
فأصبحت إذا ما مررتُ من أمام مقبرة الرحمة
إلتفتُ وقلت رحمك الله ياعمي ومن معك وغفر لكم ...
فلاتنسوا موتاكم من صالح دعائكم ..
ولايقتصر حزنكم عليهم بالبكاء و العويل ..
فلن تخدموهم بدموع العين..
بل ببذل الدعاء وكثرة الإستغفارلهم و التصدق عنهم ..
وهذا ماهم الآن بأمس الحاجه إليه ..
فهل من معتبر؟ ؟ ؟

دائما متميز في الانتقاء

سلمت على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع

دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي